«ميني بوك».. روايات الجيب من جديد  

Posted by: هبة العفيفي

كتب : إبراهيم الحسيني لموقع أوان
تاريخ النشر : 2010-01-19



من منا لا يتذكر قصص «عبير» و«روايات الجيب»، وغيرها من الكتيبات صغيرة الحجم التي قرأناها في فترات مختلفة من الطفولة والشباب؟ أكثر ما كان يميز تلك النوعية من الكتب أمران، الأول مضمونها الخفيف ولغتها البسيطة.. وأنها تُقرأ في فترة قصيرة من الوقت، والثاني حجمها الصغير الذي يقترب من حجم اليد.



في الآونة الأخيرة، اتجهت دور النشر للبحث عن طرق جديدة لجذب الشباب إلى نوعية كتب معينة يؤلفها أيضاً شباب، وتتناول موضوعات خفيفة بلغة بسيطة تتحدث بطريقتهم وتناقش مشاكلهم. فأصبح من السهل على المرء دخول مكتبة من مكتبات القاهرة، كـ«البلد» أو «الكتب خان» أو «ديوان»، ليجد نفسه أمام تلك الظاهرة الجديدة التي بدأت تنتشر بقوة لدى دور النشر المصرية، من خلال طباعتها لهذه النوعية المختلفة من الكتب ذات الحجم الصغير، التي من عناوينها «بالنيابة عن جسدي» و«في بلد الولاد» و«علشان السنارة تغمز»، وغيرها من الكتب التي انتشرت ولاقت نجاحاً كبيراً في المكتبات.


تقول مدير دار نشر «شباب بوكس» أماني التونسي إن «تكلفة «المينى بوك» أو الكتاب الصغير أكثر من تكلفة الكتاب العادي، لكن الشكل النهائي له يكون أكثر جذباً للقراء، لذا نلجأ إليه لجذب شريحة أكبر». مشيرة إلى أن دور النشر دائماً ما تبحث عن فرصة أفضل للترويج لكتبها. وأضافت أن الإقبال على هذه النوعية من الكتب يزداد «لأن القراء لا يعتمدون فقط في اختيار الكتاب على العنوان والفكرة، لكنهم أيضاً قد يعتمدون على الشكل الخارجي، باعتباره أول ما يلفت النظر؛ فالشكل الجديد في كل شيء يجذب النظر.. حتى ولو كان في سلعة الأهم فيها المضمون وليس الشكل».


وأوضحت التونسي أن دار «شباب بوكس» أصدرت كلا النوعين من حجم الكتب، لكنها تلجأ للقطع غير المعتاد «الميني بوك» فقط حين يكون موضوع الكتاب مختلفاً عما يتم ترويجه في الأسواق من الكتب المعتادة.


وهنا أشارت مؤلفة كتاب «بالنيابة عن جسدي»، هبة العفيفي إلى أن الحجم المختلف للكتاب كان فكرة دار «شباب فوكس»، بعد أن لاقى الكتاب الأول «في بلد الولاد» نجاحاً كبيراً، ولفت الأنظار. موضحة أن التعليق الأول والأشهر على ذلك القطع هو أنه «يسهل التنقل به في كل مكان».


وذكرت العفيفي أنها لم تتردد في الموافقة على إصدار كتابها بهذا الشكل، خصوصاً أنه كان يحمل فكرة مختلفة، لذا رأت أنه من الأفضل أن يكون الكتاب بأكمله مختلفاً. لكنها أضافت أنها ربما لن تكرر ذلك الحجم مرة أخرى، «لأن فكرة ومضمون الكتاب هما ما يحددان كل ما يتعلق به».


في المقابل، يرفض مدير دار «دوّن» للنشر والتوزيع مصطفى الحسيني تماماً إصدار «الميني بوك»، مبرراً ذلك بقوله إن «الصورة الذهنية التي تعلقت بذلك الحجم هي تلك الكتب التي تدخل ضمن قائمة روايات الجيب، والمعروف أن جمهورها من المراهقين ومبتدئي القراءة؛ ويرجع ذلك إلى أن القاعدة العامة من القراء هي التي تبحث عن الكتاب ذي القطع العادي أو المتوسط». لكنه يقر بأن بعض دور النشر «بدأت بإصدار بعض الكتب التي يهتم بها الشباب، مثل المدونات والروايات، باللغة العامية البسيطة.. مما يجعل «الميني بوك» محدودا بفئة عمرية معينة، كما هو الحال مع كتب الجيب القديمة.


ويرى الحسيني أن الناشر يبحث عن المبيعات والترويج لما يصدر عن مؤسسته، ويسبق هذا التأكيد على مضمون الكتاب، لذلك يعتبر أن القطع الصغير لا يحقق الرواج المطلوب.


أما صاحبة كتاب «علشان السنارة تغمز» أمل محمود، فتؤكد أنها سعيدة بعودة انتشار مثل هذه النوعية من الكتيبات وتذكر أنها قررت النشر بنفسها من دون الاستعانة بدور نشر، خصوصاً أن فكرة كتابها كانت تتطلب أن يخرج في حجم «الجيب»، وأيضاً لأنها تعرف أن غالبية دور النشر لن توافق على نشر الكتاب في ذلك الحجم، نظراً لأن القطع أعلى سعراً.. ويهدر كمية أكبر من الورق، إضافة إلى أن مبيعاته غير مضمونة. وتضيف أن كل تلك الأسباب «كانت كافية لأن أقوم بالمغامرة بمفردي، ولم أكن أتخيل نجاح الكتاب وانتشار القطع بهذا الشكل في تلك الفترة القصيرة، خصوصاً أن الحجم الجديد للكتاب يشجع القارئ على أن يقتنيه ويأخذه معه أينما ذهب».

This entry was posted on الأربعاء, فبراير 03, 2010 . You can leave a response and follow any responses to this entry through the الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom) .

1 التعليقات

أبصر الحكمة ما بين الكلمات ، وأستشرف المستقبل فأرى التاريخ يرسم في الأفق القريب قصة مبدعة عربية أسمها هبة العفيفي ، شكرا لهبة لأنها أهدتنا أدبيا ذا قيمة فنية رفيعة ، وشكرا لها لأنها تصدعت بجرأة لملف شائك ومعقد وهذه جرأة تحسب لك أيتها الأنسانة الشفافة ، لا شك أن قلمك المشفوع بالإحساس المرهف سيحفر في ذاكرة الأدب العربي عنوانا جديدا ومميزاوخطا يتسم بالابداع والرصانةوالسداد ، أتمنى لك التوفيق .

إرسال تعليق