من «فردوس» إلى «هيفاء» أمهات «بوس الواوا»  

Posted by: هبة العفيفي




كتبت هبة العفيفى للمصرى اليوم بتاريخ  ٢٠/ ٣/ ٢٠٠٩


كنا ومازلنا عندما نشاهد فيلماً تقوم فيه فردوس محمد أو كريمة مختار بدور الأم، نشعر بحنانهما كأمَّين ونصدقهما ونتعاطف معهما، وكثيراً ما كنا نحلم بأن نرتمى فى أحضانهما ونقول «معقول فيه أمهات بكل الطيبة والحنان ده كله؟!».


السنوات الأخيرة حملت معانى أخرى للأمومة تختلف وتبتعد كل البعد عن الأمومة الـ«أبيض وإسود»، حيث أصبحت الأمومة الآن بالألوان، ترعاها ماما نانسى عجرم وهيفاء وهبى، حيث شعار هذا الجيل «شخبط شخابيط» و«بوس الواوا»!
«نفسى ماما تبقى شبه نانسى عجرم».. بهذه الكلمات بدأ أحمد، الذى لم يتجاوز السادسة كلامه وأضاف: بابا بيحب نانسى جداً، وبينى وبينك هى تتحب، عينيها زرقا وأمورة ودلوعة ونفسى ماما تبقى شبهها وأنا بصراحة قلت لبابا: «لو ماما ما تغيرتش وبقت زى نانسى طلقها واتجوز واحدة تانية شبهها»!
أما شاهندة، ٧ سنوات، فقالت: «يا ريت.. هو حد طايل هيفا تبقى مامته؟ ده الواحد يبقى مبسوط قوى وأنا نفسى أكبر وأبقى زيها وهى كلها على بعضها حلوة فما بالك لما تبقى أم؟ على الأقل هلبس اللى نفسى فيه.


أما الأمهات فأعربن عن أسفهن الشديد لتحول صورة الأم من فنانات قديرات مثل كريمة مختار وفردوس محمد إلى نانسى عجرم وهيفاء وهبى، حيث تقول أمانى ٢٨ سنة: «مش عارفة أمنع أولادى من مشاهدة الحاجات دى، بس اللى بيضايقنى إنهم طول الوقت عاوزينى أقلد النجمات دول فى كل حاجة»، وتقول كريمة حسن، ٣٢ سنة: مش عارفة إيه الجيل اللى طالع ده؟ مرة لقيت بنتى اللى فى رابعة ابتدائى جاية تغنى لى «بوس الواوا» و«واوا أح» كان هيغمى عليا وبحاول أمنعهم من الفرجة على الأغانى دى بس بيحفظوها من أصحابهم فى المدرسة، والمفاجأة إن البنت بتقلد حركات الإغراء بتاعة هيفا!

هل المشكلة عند أطفال هذا الجيل فقط أم عند الأمهات الصغيرات أيضاً؟ تقول ريم أحمد، ٢٢ سنة،: «أنا عندى طفل عمره سنة ومش شايفة أى مشكلة فى تربيته.. ماما الحمد لله باسيبه لها طول النهار ولما بارجع آخر النهار من الشغل باخده منها.. طيب أعمل إيه أكتر من كده.. قعدوا يقولوا اتجوزى وإنتى صغيرة عشان ولادك يكبروا معاكى وأنا فعلاً عملت كده لكن لقيت وجع دماغ بدرى».

أما أميرة مصطفى، ٢٣ سنة، فقالت: «باحس دايماً إنى لا أصلح أبقى أم وإنى اتسرعت فى الإنجاب بدرى.. أنا عندى طفلة عندها ٣ سنوات، بس مش عارفة أربيها فسيباها لماما طول الوقت، أنا كنت باسمع كلام أهلى من سنوات قليلة وكانوا بيربونى، فجأة بقيت أم ومسؤولة عن طفل صغير»، وأضافت: «بصراحة الأمومة دى حاجة صعبة جداً، الله يكون فى عون أهالينا اللى جوزونا بدرى ورمينالهم عيالنا، عشان إحنا مش عارفين نربى نفسنا لما نربيهم»!

أما رأى الأمهات الجدات فكان هناك شبه إجماع على فكرة الإنجاب المبكر، «لأن عيالك هيكبروا معاكى مش هاتحسى بيهم» هكذا بدأت الحاجة فاطمة، ٥٣ سنة، حديثها وأضافت: «الله يرحم أيام زمان، كنا بنتجوز وإحنا عندنا ١٦ سنة، ولما نوصل لسن العشرين تلاقى الواحدة معاها أربع عيال وكنا بنربيهم زى أهالينا ما ربونا، بس المشكلة دلوقتى إن البنات معندهاش طاقة للتربية، ولا لتحمل المسؤولية، والبنت عاوزة تتجوز وتلبس الفستان الأبيض وخلاص، هتبقى أم إزاى وهتربى ولادها إزاى؟ كل ده مش بيفكروا فيه، كل اللى عليها تخلف وترمى عيالها لأمها تربيهم».

أما السيدة شريفة أسامة، ٥٩ سنة، فقالت: «أمهات زمن هيفا ونانسى أمهات فاشلة، كل همهم اللبس والخروج وعمليات الشفط والنفخ وخلاص»، وترحمت على زمن الأم اللى بجد، أيام فردوس محمد وزوزو نبيل وأمينة رزق وكريمة مختار «كنا بنتعلم منهم الحنية على أولادنا وإزاى بيحلوا مشاكل ولادهم، إنما دلوقتى ماما نانسى وهيفا بيبوظوا العيال، الكبار قبل الصغيرين ولا يبقى سوى أن أقول حسبى الله ونعم الوكيل فى الفضائيات وسنينها اللى بوظت جيل كامل بأطفاله وأمهاته.. الله يرحم زمن الأمومة».






This entry was posted on الأربعاء, فبراير 03, 2010 . You can leave a response and follow any responses to this entry through the الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom) .

0 التعليقات

إرسال تعليق