مؤلفة "بالنيابة عن جسدي" اخترقت حواجز الممنوع في الكتابة ...هبة العفيفي لـ " السياسة": كتبت عن معاناة الانثى كجسد وروح وأطلقت صرخة فى وجه المجتمع  

Posted by: هبة العفيفي

مؤلفة "بالنيابة عن جسدي" اخترقت حواجز الممنوع في الكتابة

هبة العفيفي لـ "السياسة": كتبت عن معاناة الأنثى كجسد وروح وأطلقت صرخة في وجه المجتمع
هبة العفيفي
كتبت: رحاب ابو العلا للسياسة بتاريخ 21\2\2010

المرأة عقل يكسوه جسد وأنا أفكر إذا انا..متمردة
أن يوضع اسمي ضمن قائمة كبار الكتاب فهذا شرف لي
لماذا لا نتعامل مع العقل والروح دون أن نتخذ من الأجساد عنواناً للبشر
القاهرة - رحاب أبو العلا:

بالرغم من انها مازالت تحبو في عالم الكتابة فعمرها لم يتجاوز الثانية والعشرين عاما إلا انها أحدثت جدلا صاخبا داخل الاوساط الأدبية بعد صدور كتابها الاول "بالنيابة عن جسدي" والذي تعرضت فيه لموضوعات في غاية الحساسية خدشت بها سكون المجتمع العربي فقد تحدثت في هذا السن الصغيرة عن كينونتها كأنثى واخترقت الكثير من الحواجز فتكلمت عن الحجاب والشذوذ والشرف والجنس مما جعل الكثيرين يهاجمونها ويصفون كتابها ب¯"الجنسي الفاضح ", هي هبة العفيفي التي تحدثت ل¯"السياسة" عن مضمون هذا العمل الادبي الاول لها في الحوار التالي:


بداية ما السر وراء اختيارك لهذا العنوان المثير?


لقد حاولت البحث عن اسم يعبر عن مضمون الكتاب فوجدت في هذا العنوان دليلا مختصرا لم أرده فأنا أعبر بداخل هذا العنوان عن معاناة الأنثى كجسد وروح فرض عليها هذا الشكل الجسدي فأصبحت مجتمعاتنا العربية ناقمة عليها بسببه, فالمرأة والرجل خلقا ليكملا بعضهما البعض و ليس لكي يلعب أحدهما دور الآخر وبما أن الجسد فان ولا يخرج عن كونه مجموعة من العظام يكسوها لحم ودم ومحركهما الأساسي الروح والعقل فدعونا نتعامل إذن مع العقل والروح دون أن نتخذ من الأجساد عنوانًا للبشر.


هل كنت تتوقعين هذا الصدام مع المجتمع?


كنت على يقين من أني سأواجه الكثير من النقد لأنه يصعب على مجتمعنا الشرقي ان يتقبل من الفتاة أن تتحدث عن الجنس والشرف والشذوذ والحجاب, لكني فوجئت بتأييد الكثيرين ممن عانوا من كل تلك الأمور وغير قادرين على الحديث والصراخ في وجه المجتمع, فشجعوني لاستكمال ما بدأته والتحدث بلسانهم, والغريب أن أغلب الرجال ممن قرأوا الكتاب بكل أفكاره الجريئة كانوا في صفي وأكدوا لي أنهم سيغيرون وجهة نظرهم عن المرأة وستكون نظرتهم إليها أكثر احتراما وتقديرا وهذا ما أسعدني وجعلني أشعر بأني أقف على أول الطريق الصحيح, وسأكمل طريقي هذا مهما كلفني ذلك من عناء.


ولكن هناك من انتقدك بشكل عنيف?


كان هذا هو الجانب الآخر حيث وجه لي البعض نقدًا لاذعًا لمجرد أن عنوان كتابي "بالنيابة عن جسدي" بل إن منهم من صنفه على أنه كتاب جنسي وان كنت أرى انه انتقاد جانبه الصواب و لا يمت للحقيقة بصلة فهذا العنوان الذي يراه البعض صادمًا اعبر بداخله عن هذه الأنثى التي تعاني أمر المعاناة من أجل أنها أنثى فقط, وهذا سبب شقائها في مجتمعات لا تؤمن بالمرأة ككيان مستقل.


وصول كتابك "بالنيابة عن جسدي" لقائمة أفضل عشرة كتب في السنة الماضية قرأها المصريون, ماذا يعني لك هذا?


أن يوضع اسمي ضمن قائمه بها كبار الكتاب فهذا شرف لي يشعرني بمسؤولية كبيرة وثقة لابد أن أستثمرها لكي يُفتح أمامي باب ثقة القراء على مصراعيه, فهذه الثقة الغالية التي أسعى دائما لأكون أهلاً لها لن تجعل أمامي قيودًا وسيكون هدفي من كل ما كتبته وسأكتبه أن اعبر بصدق عن أشياء مسكوت عنها تخترق حياتنا وتعكر صفوها ربما يجدها البعض على قدر من التفاهة لكني مثل ملايين مثلي مررنا بها وكانت عائقًا في مسيرة حياتنا.


كيف تأخذ المرأة حقها في ظل مجتمع ذكوري?


اعتاد المجتمع في تربية المرأة على أنها دائما في الخلفية, خلف الرجل, وهي من خلال هذا النوع من التربية لا تعرف حقوقها أبدا ولا تعي أن لها حقا من الأساس يجب أن تحصل عليه, فغالبية البيوت العربية تزرع هذا الفارق ما بين الأخ الذكر سواء كان الأكبر أو الأصغر وأخته, لا تفرق فالمهم انه ذكر وهي أنثى, هو له كل الحقوق وكل الصلاحيات, لأنه مصدر الفخر والاعتزاز بسبب رجولته, وهي الأنثى التي قد تجلب العار في أي لحظة وبالتالي لابد من قمع كل أحلامها وأحاسيسها, وبالطبع هذا تفكير خاطئ جدا, فالتربية السليمة تكمن من خلال معاملة الاثنين على انهما إنسان لهما نفس الحقوق المشتركة وعليهما نفس الواجبات, فهذا يضمن شعور الفتاه بالمساواة والحرية ويبعدها تماما عن اي شعور بالاضطهاد والنقص والحرمان من الحب والحنان, فكثير من النساء الآن تقاتل من أجل أن تحصل على أكبر قدر من الحقوق, وقد تحصل عليها ولكنها في الطريق تفقد إحساسها بقيمتها الأساسية كأنثى, مما يجعلها تتنازل عن تلك الحقوق لتسير كأحد أفراد القطيع.


شعرت من خلال كتابك, أنه سيرة ذاتية لمشكلاتك أنت الشخصية وسط هذا المجتمع الشرقي, فما تعليقك?


في وقت ما اعتبر التفكير في بعض الأمور تمردًا, فأنا أفكر إذًن أنا متمردة, أنا أعبر إذًا أنا متمردة, وأنا قررت ان افكر في كل شيء وفي عاداتنا وتقاليدنا وفي كل مسلمات حياتنا فلقد وهبنا الله نعمة التفكير ليس لكي نسير في القطيع ولكن لكي ندرك ونتفهم الكثير عن أمورنا الحياتية, وبناء على ما يستقر عليه التفكير تكون خطوات حياتنا فالمرأة من وجهة نظري لابد أن تكون مفكرة أما التمرد فهو نتيجة حتمية للتفكير الذي اجتهدت فيه لمحاولة الوصول للطريق الصحيح, فالكتاب بالفعل يحمل العديد من التجارب الشخصية.


تعرضت في كتابك لقضية الجنس, والرغبة الجنسية المكبوتة لدى الفتيات والتي أصبحت كل المعلومات فيها متاحة على الإنترنت.كيف نواجه حالة اللغط الجنسي الموجود حاليا?


التربية الجنسية هي الحل الأمثل لكل المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا العربية, فنحن نمارس التعتيم بشكل تام على فكرة الجنس وكأنه شيء محرم أو خطأ ما, غير مدركين أن المعلومات موجودة في كل مكان وسهل الحصول عليها ولكنها للأسف معلومات خاطئة, وهي السبب الأول في حوادث الاغتصاب والتحرش الذي أصبح عنوانًا لشوارعنا العربية, وبالتالي علينا أن ندرك أن الجنس شيء عادي في حياتنا مثل العمل والطعام والتنزه ونمحو حالة التعتيم والخطر والعيب والحرام عنه حتى تعود مجتمعاتنا للأمان مرة أخرى.


لكل أنثى غشاء بكارة, وبقعة دم على منديل كما ورد في كتابك, ما الشرف من وجهة نظرك?


للأسف يحصر المجتمع العربي شرف البنت في نقاط الدم الناتجة عن فض غشاء البكارة, فإذا انفجر الدم من جسدها فهي شريفة وإلا فقد طال العار العائلة حتى ماتوا جميعا عن بكرة أبيهم, في حين أن للشرف معنى ارقى وأكثر عمقا من ذلك, فالشرف بالصدق والأمانة والسلوك والتدين والإيمان بالله والنفس, فكم من نساء ورجال تصرفاتهم تدل على التقوى والإيمان والشرف وهم عكس ذلك تماما, وليس معنى كلامي أن نتغاضى عن شرف البنت, لكن علينا أن نسعى لإبطال أكذوبة أن الشرف يعني نقطة دم, فما أسهل استنساخها هذه الأيام مثل تلك البقعة, حتى أن الغرب أدرك هوس العرب بالبكارة, فغزت أسواقنا أغشية البكارة الصيني ومن بعدها جهاز كشف العذرية, فجاء الوقت كي ندرك أن تلك الأشياء ما هي إلا سخرية من العرب ومن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا فهم يدعون لحرية المرأة فيقدمون غشاء بكارة صيني فيقنعون ضعفاء النفوس أن تلك هي الحرية وفي الوقت نفسه هم بصدد الآن صناعة جهاز كشف العذرية يستطيع الرجل من خلاله أن يكتشف ما إن كانت زوجته عذراء أم صيني, فهي لعبة قذرة هدفها الأول والأخير تشتيت المجتمعات العربية وشغلها بأمور تافهة.


ما الرسالة التي تريدين أن تصل للناس?


أن يحترمني الرجل كأنثى لأني مثله قادرة على التفكير والعمل والإبداع وقادرة على تحدي العالم لإثبات نفسي وموهبتي, وأن لا ينظر للمرأة على أنها مجرد جسد بل هي عقل يكسوه جسد أنثى.


بماذا تحلمين اخيرا?


أحلم بأن تصل صرخاتي لكل الناس فما أريده هو ان أكون مجرد صوت خافت لبنات ونساء وكذلك رجال لا يمتلكون طريقة للتعبير عن آرائهم وتجاربهم وأصواتهم في الحياة, كما أريد أن أثبت لمن حولي وللعالم أن البنت المصرية قادرة على الإبداع والتفكير ولا تختلف إطلاقا عن الرجل في أي شيء, فالبنت المصرية تحتاج إلى من يؤمن بأفكارها ويمد لها يد العون وهي في سن صغيرة وقبل أن تصل للخمسين من عمرها حيث أن مجتمعنا لا يقدر إلا من هم فوق.


This entry was posted on الثلاثاء, فبراير 23, 2010 . You can leave a response and follow any responses to this entry through the الاشتراك في: تعليقات الرسالة (Atom) .

0 التعليقات

إرسال تعليق